عندما بدأت في كتابة هذه التدوينة في البداية وجدت أنني أرغب في أن أشارككم الكثير من المعلومات لدرجة أن التدوينة يمكنها أن تتحول إلى كتاب تحدي ترك السكر! ربما سأفعل ذلك يوماً ما, ولكن ليس اليوم. اليوم أرغب في أن أشارككم تجربتي في تهدئة إدماني للسكر من خلال القليل من النصائح للبدأ في الأمر. أنا لن أذكر أثار السكر الضارة بالصحة. في الأغلب أنتم تعلمونها جيداً وإلا لن تكونوا مهتمين بقراءة هذه التدوينة.
قبل أن نخوض في أمر تحدي ترك السكر … دعوني أشرح لكم الأشياء التي لن يقوم عليها هذا التحدي!
هذا التحدي ليس نظام غذائي للتخسيس. لن يكون هناك حد للسعرات الحرارية. يمكنكم أن تكتسبوا وزن أو تخسروا وزن … ولكن على الأغلب لن يتغير وزنكم. ولكن بالتأكيد لا تقوموا بتخفيض نسبة الطعام الذي تتناولونه, لأن هذا الأمر قد يتسبب في زيادة الشعور بالجوع وتخفيض نسب الطاقة في الجسم, مما يؤدي الى الرغبة في تناول السكر الذي نحاول تجنب تناوله.
هذا التحدي لا يعتمد على استهلاك نسبة كاربوهيدرات أقل. يمكنكم تناول الفواكه والحبوب الكاملة.
هذا التحدي لا يقوم على إزالة السكر من حياتنا بشكل نهائي. من الطبيعي الشعور برغبة في تناول الأطعمة الحلوة في حياتنا. بنفس الطريقة التي نشعر برغبة في تناول الأطعمة المالحة, المرة, والحامضة, سيشعر جسمنا بطوق لتناول الأطعمة الحلوة.
من الذي يمكنه أن يستفيد من تحدي ترك السكر؟ هذا التحدي من أجل من منكم يرغب فيه…
التوقف عن استهلاك السكر المكرر
إعادة ضبط براعم التذوق لتستطيع الاستمتاع بالمحليات الطبيعية في الأطعمة
الحصول على نسب متوازنة للسكر في الدم
الحصول على بشرة أفضل
الانتقال الى تناول التحليات قليلة السكر أو المحلاة بعناصر طبيعية
تجنب الأضرار الصحية المصاحبة لاستهلاك كميات كبيرة من السكر مثل مرض السكري, السمنة المفرطة, أمراض القلب, والمناعة المنخفضة. ودعونا لا ننسى صحة الأسنان!
قبل أن تستمروا في القراءة…لعلكم تتسائلون لماذا تستمعون الى نصيحتي؟ فأنا لست أخصائية تغذية أو طبيبة.
أولاً, أنا لا أعطيكم نصائح طبية أو غذائية, إلا ما هو معرفة عامة.
ثانياً, أنا أحدثكم من خلال تجربتي الخاصة. وأنا أكثر الناس علماً بهذه التجربة! أنا متعافية من إدمان السكر وسأبقى كذلك للأبد.
ثالثاً, أنا أعطيكم نصائح واقعية جداً هنا. لأنني أعلم أن إقصاء السكر من حياتنا تماماً أمر شبه مستحيل. ولكن بسبب طبيعته التي تسبب الإدمان, لا يمكننا تناول القليل منه والشعور بالأكتفاء. كلما مر الوقت تزيد الرغبة فيه. ولذلك القيام بعمل تحدي مثل هذا من وقت الى آخر يساعد في تهدئة وحش السكر.
أمر أخر هام! من المهم الأخذ في الاعتبار نوع شخصيتكم…
هناك عادة نوعين من الأشخاص – الممتنعين والمعتدلين (شكرا لجريتشين روبين!). إذا كنتم من المعتدلين ولا تحبون الالتزام بقيود محددة أو إرشادات غذائية صارمة فإن تناول تحلية حلوة بين كل حين وآخر سيرفع نسبة التزامكم بنمط حياة معتمد على استهلاك سكر أقل. أو أنتم من الممتنعين إذا كان لديكم مشكلة في التوقف عن تناول شيء إذا بدأتم فيه (علبة أوريو, أو وعاء من الأيس كريم مثلاً؟) ولكن لا تشعرون بالإغراء بتناول أشياء قررتم أنها غير مسموح بها.
هذه الطريقة ناجحة جداً مع المعتدلين أكثر من الممتنعين. الممتنعين قد تنجح معهم أكثر المرحلة الأولى مثلاً وسيستمرون فيها.
عملية ال3 مراحل
المراحل والأمور المسموح بها والمرفوضة مذكورة في الجدول بالأسفل.
ولذلك بإيجاز…
في المرحلة الأولى ستكون الفواكه الكاملة الطازجة او المثلجة هي مصدر الطعام الحلو الوحيد. يمكنكم تناول فواكه بها نسبة سكر عالية مثل الموز, الأناناس, والمانجو. ولكن لا تبالغوا وتقوموا بعمل سموثي من 6 موزات مثلاً. تذكروا دائماً هدف إعادة ضبط براعم التذوق. لا يمكنكم تناول عصير الفواكه إطلاقاً, مسموح بعصير الليمون فقط. وغير مسموح بتناول الفواكه المجففة.
في المرحلة الثانية ستتمكنون من إدخال الفواكه المجففة (ياااي التمر) ولكن باعتدال, حوالي 30جرام في اليوم. هذا هو التغيير الوحيد المسموح به عن المرحلة الأولى.
في المرحلة الثالثة يمكنكم إدخال المحليات الطبيعية ببطئ, مثل العسل وسكر جوز الهند, ولكن باعتدال أيضاً. ينصح بعدم تجاوز 30جرام من السكر المضاف في اليوم.
ومن أجل المزيد من الأفكار لأطعمة مختلفة يمكن تناولها في كل مرحلة, وكيف قد تبدو نسبة 30 جرام من السكر كل يوم, ألقوا نظرة على هذه التدوينة.
وسأذكر هذا الأمر مرة واحدة…غير مسموح بالمحليات الصناعية!! وأي مشروبات خاصة بالحمية الغذائية. هذه الأشياء يجب أن تتخلصوا منها في حياتكم للأبد. يا شباب…يا سيدات رجاءً لقد أصبحنا في 2020. الأمر مشابه بأخبار شخص ما أيام التسعينيات أن التدخين ضار بالصحة. لقد تخطينا هذه المرحلة منذ فترة. ويمكنكم القراءة عن هذا الأمر أكثر هنا. الستيفيا مسموح بها بحلول المرحلة الثالثة, ولكن رجاءً استخدموها باعتدال, كما قد تستخدمون أي محليات أخرى.
نصيحتي لكم أن تبدأوا بالمرحلة الأولى وتنتقلوا إلى المرحلة الثانية والثالثة بالتتابع. ولمن منكم لديه ادمان شديد على السكر, ستحتاجون البدء بالمرحلة الثالثة حتى الوصول للمرحلة الأولى. المدة التي تحتاجونها في كل مرحلة أمر متوقف عليكم. ولكن يفضل البدء بمدة لا تقل عن 5 أيام. 7 أيام مدة جيدة. أما 10 أيام فهي الأفضل.
ومن أجل نصائح للخوض في التحدي بطريقة سهلة يمكنكم قراءة هذه التدوينة.
التحدي انتهى…ماذا نفعل الآن؟
من المفترض أن نستمر جميعاً في المرحلة الثالثة للأبد. ولكن لنكن واقعيين قليلاً…30جرام من السكر يومياً ليست كمية كبيرة. بالإضافة إلى أن لا أحد يحب أن يحسب الكميات, خاصة أنا. أنا أبعد ما يكون عن المثالية في استهلاك السكر, أو الطعام بشكل عام. وأحاول جاهدة أن أتناول أطعمة مفيدة, وأستمع الى جسدي وما يحتاج اليه. أحياناً يتمثل ذلك في قطعة من فطيرة البيكان مع الآيس كريم, وفي أوقات أخرى أتناول التين الطازج مع الجوز. إذا قمنا بتشويه نوع محدد من الطعام وقمنا بتصنيفه بأنه مضر قد يصبح مميز أكثر بالنسبة لنا, وإذا تناولنا القليل منه نتناوله أكثر بكثير من أي طعام آخر قد نعتبره محايد في عقلنا.
والآن يجب أن تأخذوا من هذه التجربة الإيجابيات التي ستنتقل معكم إلى حياتكم اليومية. قد تكون مثلاً أنكم أصبحتم تستمتعون بشرب القهوة بدون سكر بعد التحدي, أو أصبحتم تقدرون نوع معين من الشاي العشبي, أو أخيراً أصبحتم تستمتعون بتناول أي سموثي أخضر. سيكون الأمر مختلف من كل شخص لآخر, ويجب أن تعلموا أن من الممكن تكرار التحدي إذا شعرتم أنكم تستهلكون كميات سكر كبيرة مجدداً.
هل لديكم أي أسئلة؟ هل قمتم بتجربة وقف السكر سابقاً؟ قوموا بمشاركة تجاربكم وآرائكم معنا بالأسفل.
اترك تعليقا