حمل الكتاب الإلكتروني المجاني الخاص بك


Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
post
recipe
product

سلة المشتريات

عندما يصبح الإيمان هو الدافع للتعافي

في هذه الحلقة من بودكاست كفاية دايت، جلست مع صفية مالك – ناجية من اضطراب الأكل ومدربة معتمدة للتعافي من معهد كارولين كوستِن.
قصة صفية مؤثرة بعمق، ليس فقط لأنها وجدت الحرية بعد سنوات من القواعد الصارمة حول الطعام والجسد، بل لأنها وجدت في الإسلام سببًا رئيسيًا للتعافي.

تشارك صفية أن اضطراب الأكل كان يومًا ما حجابًا بينها وبين الله — يمنعها من الصيام براحة، أو من أداء الصلاة دون شعور بالذنب أو الانشغال الدائم بالتحكم.
حتى أدركت أن الشفاء الحقيقي لا يعني فقط الأكل بشكل مختلف، بل رفع ذلك الحجاب لتستعيد اتصالها بروحها وعلاقتها بالله.

تقول صفية:

“كان اضطراب الأكل دائمًا حاجزًا بيني وبين علاقتي بالله. لم أكن أستطيع أن أكون المسلمة، أو الابنة، أو الزوجة، أو الصديقة التي أطمح أن أكونها وأنا أعيش تحت تلك القواعد.”

دور الإسلام في رحلة التعافي

تصف صفية رحلتها بأنها لم تكن مجرد استعادة للصحة الجسدية، بل عودة إلى التوازن — النفسي، والعاطفي، والروحي.
اكتشفت في تعاليم الإسلام حكمة عميقة تشبه ما يتحدث عنه خبراء التعافي اليوم: الرحمة، والوعي، والتسليم، والحضور.

أصبحت الصلاة بالنسبة لها أحد أقوى ركائز التعافي.
فبينما يدور اضطراب الأكل حول طقوس صارمة وشعور زائف بالأمان، منحتها الصلاة نظامًا مختلفًا — نظامًا يقوم على السكينة، والنية، والاتصال بالله.

تقول:

“إذا فكرتِ في الأمر، الصلاة تستبدل الطقوس المضطربة بشيء مقدّس. بدلًا من أن تدوري يومك حول الأكل أو التمرين، يصبح يومك متمحورًا حول الله.”

النية والرحمة بالنفس

من أكثر ما لامسني في حديثنا هو مفهوم الرحمة بالنفس — وهي قيمة محورية في الإسلام، لكنها غالبًا الأصعب على من يعانون من اضطرابات الأكل.
تأملت صفية في أسماء الله الحسنى التي ساعدتها على ترك الكمال والعار، وقالت:

“الله يصف نفسه بالرحمن الرحيم مرارًا وتكرارًا لسبب. هو لا ينتظر منّا الكمال، فقط يريدنا أن نعود إليه، كما نحن.”

غيّر هذا المفهوم نظرتها للتعافي؛ فلم يعد هدفها أن “تفعل كل شيء بشكل صحيح”، بل أن تركّز على النية — نية الأكل، ونية الحركة، ونية العبادة.

“كما في الإسلام، النية أهم من الكمال. عندما آكل بنية العناية بجسدي لأكون قادرة على عبادة الله وخدمته، فذلك بحد ذاته عبادة.”

قال تعالى:

﴿وَمَا تَقَدَّمُوا لِأَنْفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ﴾ [البقرة:110]
تذكير بأن كل نية صادقة تُحتسب، حتى أبسطها.

الأهداف الروحية في مسار التعافي

تحدثت صفية أيضًا عن دمج الأهداف الروحية ضمن أهداف التعافي — خطوات صغيرة تبعث على الطمأنينة مثل تجهيز زاوية للصلاة، أو ذكر الله قبل النوم، أو كتابة ثلاث نِعَم يومية في دفتر الامتنان.

وتشجع كل من تعمل معهن، سواء كنّ مسلمات أم لا، على رؤية النمو الروحي كجزء من الشفاء:

“حتى لو لم تستطيعي تغيير كل شيء دفعة واحدة، ابدئي بخطوة صغيرة. لا تحتاجين أن تكوني مثالية — فقط احضري بنية صادقة.”

قال تعالى:

﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ [البقرة:152]
تذكير بأن الذكر المتكرر والعودة المستمرة إلى الله هما طريق الطمأنينة.

توازن بين الجسد والروح

ذكّرتني هذه المحادثة أن التعافي لا يدور حول الطعام فقط، بل حول استعادة التوازن بين الجسد والعقل والروح.
حين تدور حياتك حول القواعد والمقارنات، لا يبقى مكان للسكينة أو الحضور.
لكن الإيمان يمكن أن يكون الجسر الذي يعيدك إلى المعنى والطمأنينة.

“لا تحتاجين أن تأتي إلى الله كإنسان مثالي. تعالي كما أنتِ — مكسورة، مرهقة، صادقة. الله سيلتقيكِ هناك.”

قال تعالى:

﴿إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾ [الشرح:6]
وهي آية يرددها الكثيرون في طريق التعافي — فاليُسر ليس بعد العُسر فقط، بل معه أيضًا.

عن صفية مالك

صفية مالك مدربة معتمدة للتعافي من اضطرابات الأكل من معهد كارولين كوستِن. تعمل مع عميلات حول العالم لمساعدتهن على التحرر من اضطرابات الأكل واستعادة علاقتهن الأصيلة مع أنفسهن.

🌐 www.safiaed.com

📧 hello@safiaed.com

📸 @safia_edrecoverycoach

عن بودكاست كفاية دايت

تقدّمه أروى التركيت، مدرّبة التغذية الحدسية والتعافي من اضطرابات الأكل، ومؤسِّسة منصة أنا أروى في الكويت.
تساعد أروى النساء على بناء علاقة مسالمة مع الطعام وأجسادهن عبر جلسات فردية وبرامج تعليمية وبودكاست ثنائي اللغة.

استمعي إلى الحلقة الكاملة على يوتيوب أو على أي منصة بودكاست.

المنشورات ذات الصلة

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *