نصائح لإنقاص الوزن بدون دايت

 إذا كنتم تعتقدون أنني سوف أخبركم أنكم ستتمكنون من تناول الوجبات السريعة وسيظل بإمكانكم خسارة الوزن, فمن الأفضل أن تتوقفوا عن القراءة في الحال.

وقبل أن نستمر يجب أن أنوه عن كوني لست أخصائية تغذية، وما أقوم بمشاركته معكم بالأسفل مبني على تجربتي الشخصية. لقد قمت بتجربة كل شيء! قمت باتباع أنظمة غذائية للتخسيس, وقمت بالحد من كمية السعرات الحرارية, وأيضا قمت بعد جرامات الدهون…وخسرت الوزن, ثم اكتسبته مرة أخرى…تعرفون المأساة كلها بالطبع…وللأسف هي مأساة الجميع.

ولكن احزروا ما الأمر الذي تعلمته من سنوات التجارب؟ أن أتباع نظام غذائي خاص للتخسيس لا يجدي !!

التحدث عن هذا الأمر يجعلني أشعر بغضب شديد!! أرغب في أن أصرخ ليسمع جميع من يستمعون إلي (والعديد ممن لن يستمعوا). إذا كنتم ترغبون في خسارة الوزن يجب أن تتوقفوا عن اتباع نظام غذائي خاص للتخسيس. حرفياً!

ليس للأمر معني ألست على حق؟ خاصة إذا كنتم من الأشخاص الذين قاموا باتباع نظام غذائي محدد معظم حياتهم. قد لا تستطيعون حتي تخيل أنه قد يكون بإمكانكم تناول أي شيء ترغبون فيه ولا يزداد وزنكم…وها أنا الآن أحاول أن أقنعكم أنكم تستطيعون خسارة الوزن بدون حتى اتباع أي نظام غذائي؟؟

أعطوني فرصة لأشرح لكم….

إذا كان اتباع نظام غذائي للتخسيس أمر مجدي …أليس من المفترض أن تكونوا قد أصبحتم أرفع بكثير الآن؟

فكروا في جميع الأشخاص حولكم الذين يتبعون نظام غذائي للتخسيس معظم الوقت…ولست أقصد أي شخص يحاول أن يصل لوزن مثالي قبل يوم محدد لحدث معين…بل أقصد الشخص الذي يبدو دائماً كأنه يتبع “دايت”…هل وصل للوزن المطلوب أم لازال مثلما هو وزنه زائد؟ أنا أضمن لكم أن الإجابة ستكون 9 مرات من أصل 10 ان وزنه زائد!

والآن فكروا في الأشخاص الذين لا يتبعون “دايت” أبداً…يمكنهم أن يقللوا من كمية الطعام الذي يتناولونها قليلاً أو يمارسون القليل من الرياضة إذا اكتسبوا بعض الوزن أو إذا أرادوا ان يكون مظهرهم مثالي من أجل مناسبة مهمة…ولكن أغلبهم يتناولون ما يرغبون فيه. هل هم رشيقين أم وزنهم زائد؟ 9 من أصل 10 أشخاص رشيقين…وحتى إذا كان وزنهم زائد فهو بنسبة بسيطة جداً وعادة يكونون سعداء جداً بشكلهم وثقتهم عالية جداً.

قد تتسائلون لما لا يقول العديد من الأشخاص أن الأنظمة الغذائية لا تجدي نفع للتخسيس. الإجابة البسيطة أن تجارة التغذية تجني الكثير من الأموال ويرغبون في أن يعتقد الجميع أن النظام الغذائي فشل بسبب خطأ من متبعيه, وليس هناك أي عيب في الطريقة المتبعة. ولذلك تستمرون في المحاولة مرة تلو الأخرى.

أرجو أن أكون قد أوضحت وجهة نظري…وأكرر أن الانظمة الغذائية الخاصة للتخسيس لا تجدي نفعاً…لننتقل الى النصائح.

اتباع الانظمة الغذائية للتخسيس يجعلكم تفقدون صلتكم بإشارات الجوع والشبع التي يرسلها إليكم جسدكم. وتفقدون أيضاً القدرة على معرفة الأطعمة التي يرغب جسدكم في الحصول عليها. لا يمكنكم تناول ما ترغبونه حقاً لأنكم تتبعون نظام غذائي. وفي الأيام “الفري” المسموح فيها بتناول أي طعام ترغبونه تتناولون الأطعمة “المحرمة” التي قد أو قد لا تشتهون تناولها في هذا اليوم بالذات. ومن خلال وقف دورة النظام الغذائي ستتمكنون من العودة لتناول الأطعمة بطريقة حدسية. وعندما تتناولون الأطعمة التي ترغبون فيها فعلاً عندما تشعرون بالجوع, ستتناولون كمية أقل من الطعام أعدكم بذلك, لأنكم ستشعرون بالشبع بشكل أسرع.

سيساعدكم كتابة أي شيء تقومون بتناوله خلال اليوم على الوعي الكامل بمقدار تناول الطعام. ولكن بدلاً من كتابة ما تقومون بتناوله فقط, قوموا بكتابة مستوى الجوع الذي تشعرون به من 1 الى 10 في كل مرة – مع العلم بأن 1 يعني الشعور بجوع شديد لدرجة الإغماء و10 يعني الشعور بشبع شديد لدرجة عدم القدرة على الحركة. المعدل المثالي المرغوب فيه هو ما بين 3 و 7. بالإضافة إلى أنه مهم جداً كتابة ما تشعرون به في ذلك الوقت, خاصة إذا قمتم بتناول الطعام وأنتم لا تشعرون بالجوع. ليس هناك أي مشكلة في تناول الطعام على الرغم من عدم الشعور بالجوع على شرط أن يكون الشخص على علم بأنه ياكل لمجرد الأكل وليس بسبب الجوع. قوموا بكتابة ملاحظات عن مشاعر الغضب, الملل, الحزن, القلق, أو التوتر التي دفعتكم لتناول الطعام, ثم قوموا بإضافة ملاحظة عما شعرتم بعدما قمتم بتناول الطعام. هل زال هذا الشعور؟ وإذا زال, لكم من الوقت؟ هل بإمكانكم عمل أي شيء مختلف المرة القادمة للمساعدة على إزالة هذا الشعور؟

ستبدو الجدول كهذه…وها هو رابط لها إذا رغبتم في استخدامها بأنفسكم. أو تفقدوا هذا الدفتر الذي وجدته على أمازون. إذا لم تكونوا من محبي كتابة اليوميات, يمكنكم التقاط الصور بدلاً من الكتابة. يمكنكم مشاركة الأمر مع شريك أو عمل جروب على الواتس اب وإرسال صور لكل شيء وأي شيء تقومون بتناوله! أو يمكنكم تحميل برنامح يوفوود. قمت باستخدامه منذ عدة سنوات ماضية ووجدت أنه يساعد كثيراً.

عندما كنت في الجامعة كان وزني أكثر مما أزن الآن…حوالي 6 كيلو جرام أكثر. وكنت قد أدركت أن اتباع نظام غذائي للتخسيس يعد تضييع للوقت, ولكن ليس كليّاً. في يوم من الأيام قمت بالانضمام إلى صديقتي الألمانية الرشيقة الطويلة لتناول الغذاء. لا يمكنني أن أتذكر الطعام الذي طلبته بالتحديد…ولكنه على الأغلب كان إما ساندوتش أو بيتزا. ولكنني صدمت عندما وجدتها تطلب شريحة من فطيرة التفاح ومع آيس كريم!! نعم؟! تناولت التحلية من أجل الغذاء وما زالت رشيقة؟ كيف يمكن أن تنجح معادلة مثل هذه؟ ومنذ هذه اللحظة أدركت الحقيقة…وبدأت في مراقبة كل الأشخاص الرشيقين بطبيعتهم حولي.

قمت بكتابة تدوينة أتحدث فيها أكثر بالتفصيل عن الصيام, وعلى الأرجح مر عليكم مبدأ الصيام المتقطع أو 16:8 (الصيام حوالي 16 ساعة, وتناول الطعام في خلال 8 ساعات فقط). بالنسبة لي شخصياً لم تنجح معي 16:8 على المدى البعيد والإفضل أن أنتظر 12 ساعة أو بشكل مثالي أكثر 14 ساعة من المساء قبل تناول أول وجبة لي في اليوم. وهذا يعني إذا انتهيت من تناول الطعام 8 مساءً لن أتناول الفطور قبل 10 صباحاً من اليوم المقبل. وكلما قلت عدد الساعات المسموح لكم بتناول الطعام فيها خلال اليوم , كلما قلة احتمالية الإفراط في تناول الطعام.

يجب أن أعترف أن هذه نصيحة أنا لا أقوم بتطبيقها على نفسي. أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يتناولون الطعام ببطئ أكثر عادة يكون وزنهم أقل, ومن خفضوا سرعة تناول الطعام على مر السنين قد خسروا وزن. ولكن لنضع الأبحاث جانباً, كل من أعرفهم يتناولوون الطعام ببطئ رشيقين! ابذلوا أقصى مجهود لديكم (وأنا سأحاول أيضاً!) لمضغ الطعام 20 مرة قبل بلعه, ودائماً قوموا بوضع أدوات الطعام في الطبق ولا تقوموا بحملها مرة أخرى حتى تنتهوا من مضغ الطعام الموجود في فمكم جيداً وبلعه.

هل تعتقدون أنني سأقوم بإقصاء ممارسة الرياضة من هذه القائمة؟ ولكن دعونا ألا نسمي الأمر ممارسة رياضة…دعونا نطلق عليه حركة فقط. قوموا بالتعود على عادة “الحركة” كل يوم. عندما يصبح الأمر عادة يومية ستتقوفون عن التسائل إذا كنتم ستمارسون الرياضة أم لا من الأصل. المسلمون الذين يقومون بأداء 5 صلوات يومياً لأعوام طويلة لا يتسائلون هل سنصلي اليوم أم لا؟…يصبح الأمر جزء من اليوم يحدث تلقائياً بدون تفكير. وإذا لم تقوموا بممارسة الرياضة ستشعرون بأن هناك شيء خاطئ. تحتاجون للمزيد من التحفيز للحركة؟  قوموا بقراءة هذه التدوينة.

 أثناء أيام راحة الجهاز الهضمي، أو أيام الصيام، أتناول القليل جداً من السعرات الحرارية من ٦٠٠ الى ٨٠٠ فقط… على الرغم من أنني لا اقوم بعد السعرات الحرارية المستهلكة عادة. وقد أستمر لمدة ٢٤ ساعة حتى بدون طعام. قد يبدو هذا الأمر انه “دايت”… ولكن دعوني أشرح لكم لما هو ليس كذلك.

الهدف الرئيسي من الأمر هو إراحة الجهاز الهضمي… للحصول على تخليص من السموم مصغر…لإعطاء جسمكم قسط من الراحة ليقوم بعمله الذي يجيده. جسم الانسان يزيل السموم بشكل تلقائي, ولكن إذا كنتم دائماً تتناولون الطعام والجسم دائماً منشغل بهضمه…فإذن لا يستطيع الجسم التخلص من السموم بشكل صحيح.

أولاً  أنا عادة أقوم بصيام المسلمين من شروق الشمس للغروب. فهذا النوع من الصيام أسهل بكثير ولا أشعر بجوع أثناء اليوم. وأنا متاكدة أن العديد منكم سيواقفني الرأي عندما أقول أن أثناء صيام المسلمين الجوع يكون أقل بكثير ويذهب ويأتي. لكن إذا تناولتم القهوة في الصباح والقليل من الماء…ومن ثم لم تتناولوا أي شيء حتى موعد الغذاء…أنا أتخيل أنكم ستشعرون بجوع شديد! ألست على حق؟

وها هو وصف تفصيلي لاستهلاكي للطعام في هذا اليوم…بافتراض أن المغرب الساعة 6 مساءً.

6 مساءً ماء دافئ مع عصير الليمون

6:30 مساءً عصير الخضروات (80% خضروات, 20% فاكهة)

8:30 مساءً حساء الخضروات مع القليل من الأعشاب المقطعة

9 مساءً شاي عشبي وملعقة صغيرة من العسل

6 مساءً ماء دافئ مع عصير الليمون

6:30 مساءً حساء الخضروات مع القليل من الأعشاب المقطعة

8:30 مساءً سموثي التخلص من السموم الحديدي

9 مساءً مشروب الشوكولاتة الساخنة بالمشروم

وها قد انتهيت! وفي بعض الأيام أشعر بجوع شديد فأقوم بتناول بذور اليقطين مع العصير, أو كرفس وعصي الجزر مع الشوربة. وبدلاً من الشاي العشبي أحياناً أشرب الشوكولاتة الساخنة الخالية من الألبان أو لاتيه المشروم الذهبي.

كيف من الممكن أن تساعد أيام راحة الجهاز الهضمي هذه على التخسيس؟ أولاً, نسبة السعرات الحرارية تكون أقل بكثير وإذا قمتم بعمل هذا اليوم مرة أو مرتين أسبوعياً ستصبح نسبة استهلاك السعرات الحرارية في الأسبوع أو الشهر أقل ككل مما قد يؤدي لإنقاص الوزن…بافتراض أنكم تتناولون الطعام بكميات طبيعية في الأيام الأخرى بالطبع. وبما أن هذه الأيام تساعد الجهاز الهضمي على العمل بشكل أفضل, ستجدون أنفسكم تنامون بشكل أفضل أيضاً في هذه الأيام. وستقدرون الطعام الذي تتناولونه أكثر وستجدون انفسكم تتناولون كمية طعام أقل خاصة في الأيام التي تتبع أيام الراحة. ولكن ليس هناك أي منطق من حرمان أنفسنكم مما ترغبون فيه, كل ما يجب عليكم فعله هو تناول أياً كان ما ترغبون فيه في الصباح التالي مع التركيز على ما تشعرون به من خفة وتخسيس.

هذه هي نصائحي, أرجو ان تجدوها ذات فائدة. ولا تنسوا أن تتركوا لي تعليقاتكم بالأسفل لأانني أرغب بشدة في معرفك آرائكم.