حمل الكتاب الإلكتروني المجاني الخاص بك
لقد كانت لين عميلتي منذ فبراير 2023. وافقت فقط على إرشادها لأنه إذا لم أكن أنا، كنت أعلم أنها لن يكون لديها أي شخص آخر. أقول ذلك كتوصيه لانني لا املك الخبرة لإرشاد أي شخص يعاني من اضطراب الأكل إلا إذا كان يراجع أيضًا معالجًا و/أو طبيبًا. ومع ذلك، أنا ممتن لان لين طلبت المساعدة، ويسعدني أنني قمت إرشادها، لأن القدرة على التعامل مع الشخص يفهمها يحدث فرقًا مناسبًا. لذلك، إذا كنت تشك في أنك أو أحد أفراد أسرتك يعانون من اضطراب الأكل، فلا تتأخر في طلب المساعدة.
نظرًا لأنها لن تتمكن من الالتقاء باخصائي صحي غيري أنا، فلم يتم تشخيصها رسميا بنوع الإضطراب التي تأثرت به، ولهذا السبب لم يتم ذكر اسم الإضطراب في قصتها. بغض النظر عن التشخيص، سواء كان أنوريكسيا أو بوليميا أو اضطراب الشراهة أو أحد الاضطرابات غير المعروفة. إنني أحثك على طلب المساعدة الآن. السرعة في الحصول على المساعدة، تعني نتائج أفضل في التعافي وبإذن الله تجنب اي مشاكل صحية بسبب الإضطراب على المدى الطويل.
أنا في استطاعي إرشادك إذا كنت تتابع مع متخصصًا وأخصائي تغذية / طبيب. يمكنك أيضًا التحقق من Middle East Eating Disorder Association لطلب المساعدة.
إليكم قصة لين…
بدأت قصتي من سنة ال 2020، كنت قد أنهيت مرحلة الثانوية العامة ومقبلة على الجامعة وكان موضوع الوزن الزائد يضايقني منذ أن كنت طفلة في السابعة من عمرها وكانت أمي توبخني على جسدي وأبي يلومني إن اشتريت من البقالة والمقارنات التي وضعوها مع بنات عمي وخالتي وصديقاتي. كل هذا خلق مني أنثى مهمشة ذات شخصية سلبية لا تثق بنفسها ولا ترى نفسها جميلة ولا تستطيع تكوين صداقات مع فتيات المدرسة.
بالبداية كنت أحاول تقليل كميات أكلي والمشي على سطح المنزل لا أكثر ولم يكن يوجد أي حرمان، ولكن منذ رؤية وزني بدأ بالنزول كيلو تلو الآخر فهذا الشيئ حمسني أكثر وبدأت بتقليل كميات أكلي أكثر وأكثر وزيادة الرياضة والحركة ورفض أي نوع من أنواع الطعام الممنوعة في عقلي. بدأت بتجنب عزائم العائلة والطلعات الخارجية ولم أستمتع بجمعات وجلسات رمضان خوفا من تناول الطعام وكنت إن ذهبت إحراجا لمكان يتواجد به الطعام ادَّعِي أنني لا أستطيع تناول الطعام وبطني ممتلئ. واستمرت الأيام هكذا مليئة بالحرمان والتوتر والخوف والقلق وكان رأسي عبارة عن آلة حاسبة وأرقام السعرات والغرامات.
ثم انتقلت إلى مرحلة أخرى من الإضطرابات وهي معاقبة جسمي ونفسي على تناول الطعام وكنت إن تناولت شيئ من قائمة الممنوعات أقضي اليوم التالي بأكمله دون طعام (صيام كامل 24 ساعة) أو أخرج للمشي لساعات لا تعد. عندما كنت أرى هاتفي كان يعطيني أني مشيت 8 و 12 كم و 4 و 5 ساعات متواصلة. بالإضافة أيضا دورتي المقطوعة منذ أشهر وكنت أعلم أن الدايت والرياضة هو السبب لانعدام الدورة لكنني لم أكترث للأسف لإن ما يهمني هو أن وزني ينزل وفقط. لم تكن تهمني صحتي النفسية ولا الجسدية ولا دراستي حينها. وهنا كنت قد وصلت إلى المرحلة الأخيرة من الاضطراب وكانت نفسيتي في اسوء حالاتها وتحاليلي الطبية كانت أشبه بإنسان على فراش المشفى. كنت لا اقبل تناول أي نوع من الدواء والفيتامينات لأنني أخشى من زيادة الوزن وصارعت الكورونا بدون أي تدخل طبي.
وبعدها إنتقلت إلى النوع الأخير من الاضطراب وهو النهم والأكل بشراهة وعدم القدرة على التوقف وكانت إشارات الشبع مختفية لدي. كنت دائما أشعر بتأنيب الضمير ووزني كان يزيد أيضا. كنت أحاول وضع خطة للدايت من جديد وكانت بالطبع تبوء بالفشل. كنت أعتقد أن إرادتي ماتت لكن الموضوع لم يكن إرادة كان أسوء من هذا كله…كان إضطراب نفسي ولم أكن مدركة أو بالأحرى كنت عمياء العينين. أمضيت شهور وأنا أكره نفسي وأتمنى الموت. كانت الوسادة تمتلئ بالدموع وكانت أمنيتي الوحيدة قبل النوم أن لا أستيقظ ثانية، وكل هذا من أجل ماذا؟! من أجل وزني.
وبعد 3 سنوات وشهرين تعرفت على أروى التركيت. لم تكن أروى هي مجرد أخصائية تغذية حدسية بل بحسبة أخصائية نفسية وأم وأخت ومعلمة وملاذي الأول الذي ألجأ إليه. إذا طُلِبَ مني صورة مشابهة لي وأروى فسأقول كالشخص الذي يريد أن يرمي نفسه من قمة عالية لينهي حياته ثم يأتي شخص ينقذه ويمنعه ويرتب أفكاره.
وها أنا الآن بفضل الله في الشهر السادس من التعافي وبصحة جسدية ونفسية جيدة ومع عودة الدورة الشهرية والأكل بطريقة حدسية.
ماذا نتعلم من قصة لين :
اترك تعليقا