الأشياء التي تعلمتها عن الأمومة من أفضل أم في العالم
كل تدوينة أقوم بكتابتها, وكل وصفة أقوم بتأليفها يكون لدي هدف واحد منها؛ مساعدة قرائي على أن ينعموا بحياة أفضل من خلال مشاركة ما أعرفه.
أما اليوم فلدي هدفين. الهدف المعتاد وهو مشاركة تجاربي الشخصية والدروس الحياتية التي أتعرض لها, ولكن الهدف الأساسي هو كتابة رسالة حب الى أمي, ألطاف.
هل يمكنني أن أنتهي من كتابة هذه التدوينة بدون البكاء؟ أشك في ذلك. الدموع بدأت تنهمر من الآن. يجب أن أعترف, أنا أبكي بسهولة, وأشبه أمي في هذا الأمر.
هل تعرفون كيف أن كل شخص يشعر أن والدته هي أفضل أم في العالم؟ لا يمكن أن يكون الجميع على حق؟ ولكن أنا أمي أفضل أم في العالم. لا تصدقون ما أقول؟ فقط أسألوا أصدقائي, أقاربي, أقارب زوجي, المعلمين في مدرستي, زبائن أمي, وأي شخص تعامل مع أمي من قبل…القائمة تمتد ولا تنتهي. فهي لديها حب وتعاطف بداخلها أكثر من أي شخص قابلته في حياتي.
أتمنى أن أصبح أم ولو نصف ما كانت عليه أمي معي, ومعنا كلنا, لأنني متأكدة أن إخواني سيوافقونني في الرأي بالتأكيد.
وها هي ال7 دروس التي تعلمتها من أفضل أم في العالم:
الحب غير المشروط
عندما يخطئ طفلكم وتشعرون بالانزعاج منه, دائماً قوموا بتذكيره أنكم ستحبونه مهما حدث. كانت أمي دائما تقول “أنا أحب أروى, ولكنني لا أحب سلوك أروى.” كانت تتأكد من أننا سنظل نشعر بأننا محبوبين حتى إذا قمنا بارتكاب أي أخطاء. لما يعتبر هذا أمر مهم؟
يعلم طفلكم أنه يستحق الحب مهما كان الأمر. ولا يحتاج لأن يكون مثالي ليستحق الشعور بالحب.
من الطبيعي ارتكاب الأخطاء في الحياة, وكلما زاد عمر الطفل, كلما أصبحت الأخطاء أكبر, وسيحتاج الطفل لمسامحة وحب نفسه برغم هذه الأخطاء.
على الأرجح سيتعلم الطفل من أخطاءه إذا كانت البيئة المحيطة به مليئة بالدعم والحب.
القيام بعمل الشيء الصحيح دائما
إذا كنتم دائماً تختارون القيام بعمل الشيء الصحيح, ما يظنه الآخرين لن يكون مهماً. يجب أن يتعلم طفلكم أن عمل الشيء الصحيح هام أكثر من أي ضغوطات قد تواجهه في الحياة. عدم الغش في امتحان أهم من الدرجة العالية, قول الحقيقة أهم من الخوف من الوقوع في مشكلة, وأن يكون الشخص طيب أهم من أن يكون محبوب وذو شعبية. عندما يصبح الطفل مراهق, من الأقل احتمالاً أن يخضع لضغط الأصدقاء إذا قمتم بغرس هذه الفضيلة بداخله من الصغر.
جودة الوقت الذي نقضيه مع الطفل وليس مقداره
الاعتناء بطفلكم من خلال إطعامه, وتنظيفه (أو التنظيف وراءه!) أو مساعدته في حل الواجب الدراسي أمر هام. ولكن إذا كان القيام بكل هذا المجهود يأخذ من الوقت الخاص الذي تقضونه معه فأنتم تحتاجون لإعادة تقييم أولوياتكم. يحتاج طفلكم لأم , وليس لخادمة. العبوا مع طفلكم, استمعوا لما يقول جيداً, وحاولوا أن تكونوا حاضرين بقلبكم عند تقضية وقت معه.
اعتنوا بأنفسكم أولاً
وهذا يشمل الوقت الذي تقضونه مع أزواجكم. صحتكم العاطفية وصحة زواجكم أمر ضروري من أجل الطفل. ولذلك لا يجب أن تشعروا بالذنب تجاه ترك أطفالكم مع والديكم والذهاب إلى أي مكان خلال إجازة نهاية الأسبوع لتقضية وقت خاص مع أزواجكم, أو بذنب تجاه ترك الأولاد مع الخادمة أو والدتكم للذهاب إلى النادي الرياضي مثلاً. لأن هذا الأمر متصل أيضاً بالنقطة السابقة, بما أنه عندما تعتنون بأنفسكم ستصبحون قادرين على التواجد مع طفلكم بشكل أفضل وتقضية وقت خاص معه.
موازنة نسب ما تقدمونه للطفل
سيرغب طفلكم دائماً في المزيد. وأحياناً يكون واضح جداً أنه ليس من مصلحة الطفل إعطاءه المزيد, مثل شريحة أخرى من الكيك على سبيل المثال, أو وقت اضافي على الآي باد. وأحيانا أخرى يصبح التمييز أصعب. إذا كان الأمر مثلاً الاستقطاع من الوقت المخصص للاعتناء بأنفسكم لتصبحوا أمهات أفضل على المدي البعيد, حينذاك يمكنكم قول لا بكل ثقة. على سبيل المثال أنتم تقضون اليوم في مدينة ترفيهية. وأنتم هناك من الساعة العاشرة صباحاً, وأصبحت الان الساعة الخامسة مساءً, وتشعرون بإرهاق وجوع شديد وبالطبع يرغب الأولاد في البقاء لمدة أطول. من الأرجح أن مزاجكم سيظل جيداً حتى وقت النوم إذا غادرتم في الخامسة. والأولاد يحتاجون لهذا المزاج الجيد أكثر من ساعة اضافية في المتنزه. ولذلك غادروا واذهبوا إلى المنزل! ما الهدف من تحقيق رغبتهم إذا كانوا سيحصلون على أم مزاجية عند العودة للمنزل؟
لا تستخفوا بمشاعره، قوموا باستيعابها
عندما تظهر على طفلكم علامات خوف, قلق, أو توتر, لا تقولوا له أنه يتصرف بسذاجة. الأفضل طرح عليه بعض الأسئلة مثل:
لماذا تخاف من الظلام؟ لماذا تشعر بالقلق تجاه أول يوم في الدراسة؟ ما الأمر الذي يجعلك تشعر بالتوتر تجاه السباحة؟ واستخدموا الإجابات لطرح المزيد من الأسئلة…
ما الذي نستطيع القيام به لتسهيل فكرة الظلام أثناء وقت النوم؟ ما الأفكار التي يمكن أن نفكر فيها لجعل أول يوم دراسة أسهل؟ ما رأيك في الذهاب لمشاهدة حصة السباحة فقط, ومقابلة المدرب؟ ساعدوا الطفل على العثور على حلول, والشعور بالقوة وأنه مسموع. ومع الوقت سيكتشف أن الأمر ليس دائماً بالسوء الذي يتخيله.
لا تقارن طفلك بالآخرين أبداً
أنا أترك أفضل نصيحة للنهاية! أمي لم تقارنني أبداً بأي طفل آخر, سواءً من العائلة أو الأصدقاء. كنت دائماً أشعر بالصدمة عندما يقول والد/ والدة أحد أصدقائي أمامي للطفلة “متى ستحصلين على درجات عالية مثل أروى؟” أو “متى ستخسرين القليل من الوزن وتصبحين نحيفة مثل أروى؟” … في هذه اللحظة كنت أتمنى أن تبتلعني الأرض. كنت أشعر بالسوء أكثر من صديقتي حتى! أمي لن تقول شيء كهذا أبداً. قال لي أبي شئ مشابه لذلك مرة, وكان الأمر يتعلق بعدم حصولي على نفس الراتب العالي التي كانت تحصل عليه إحدى أقاربي. لحسن حظي في ذلك الوقت كنت أصبحت أكبر سناً وأملك ثقة أكبر ولم يؤثر في الأمر, ولكنني شعرت بالألم. ولذلك تخيلوا اذا كنت أتعرض للمقارنة بمن حولي في سن أصغر, وحساس أكثر من ذلك؟
شكرا أمي! كل ما هو خير فيني، هو بسبب كونك أمي.
ولمن منكم لم تصبح أم بعد, ولم تتوفر لها الفرصة, أريدكم أن تعلموا أننا نقدركم بشدة! لكل الخالات (أسولتي أنا أحبك!) والصديقات, لن نتمكن من القيام بالأمر بدون مساندتكم لنا. أنتم تجعلون الأمومة أسهل.
ومن أجل من منكم تعاني من تأخر في الانجاب, أتمنى لو أنني أستطيع أن أصل اليكم وأضمكم! لتشعروا بأنني أعلم الألم الذي تشعرون به. أعلم المعاناة التي تمرون بها. لا أستطيع كتابة هذه الكلمات بدون أن تنهمر دموعي. من الصعب تفهم لما تم اختياركم للمرور بهذه الرحلة, ولكن يجب أن تثقوا أن الله يجهز لكم شيء مميز. قد يصبح الأمر واضح لكم مع الوقت, أو لا. أهم شيء أن لا تمروا بهذه الرحلة وحدكم. إذا كان من الصعب التحدث في الأمر ومشاركة ما تشعرون به مع من تحبون, حاولوا العثور على مجموعة دعم على الانترنت لمساعدتكم في تخطي هذا الأمر. ومن ناحية أخرى إذا لم تضعوا في اعتباركم تجربة الوصول للحمل من خلال نهج يعتمد على الطبيعة, على الأقل ألقوا نظرة على Tips كنقطة بداية.
شاركوا معي بالأسفل رسالة حب غلى والدتكم, أينما كانت. ثم خذوا لقطة من الشاشة وأرسلوها إليها أو انشروها عبر الأنستجرام أو الفايسبوك. وأخيراً شاركوني في التعليقات بالأسفل ما هو أفضل درس تعلمتوه من والدتكم. دعونا نساعد بعضنا البعض.
عيد أم سعيد لكل سيدات العالم! فليحميكم الله ويحفظكم أصحاء من أجل أحبائكم.
اترك تعليقا