أنا أمر بأحد تلك الأيام… بالتأكيد تعرف جيداً ماذا أعني… عندما لا تسير الأمور على نحو جيد.
لم أمر بيوم كتلك الأيام منذ فترة. لا يعني هذا بأن حياتي مثالية… بالطبع أمر بالأيام السيئة والجيدة أيضاً، لكن عادة لا أجعلها تسيطر علي.
ذهبنا في رحلة عائلية قصيرة إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة. بدأ اليوم بصلاة الفجر في المسجد الحرام وكان مزدحماً للغاية. إنه يوم الجمعة، وكان من الواضح بالنسبة لنا بأننا لن نتمكن من الذهاب إلى صلاة الجمعة، وخاصة لأننا غادرنا إلى المدينة المنورة بالسيارة اليوم. قررنا المغادرة قبل الصلاة. وبما أنني تعجلت في حزم الأمتعة، فقدت الـ iPad Pro “الأيباد برو” الجديد الخاص بي في مطار الكويت. أنا متأكدة بأنني تركته عند الفحص الأمني، حيث كانت آخر مرة أراه فيها. اتصلت بسائق شركتنا، عبد الله، وطلبت منه الذهاب إلى المطار والتحقق في قسم المفقودات. قمت على عجل بتحضير بعض القهوة، فأحرقت أصابعي وصُعقت بالكهرباء. أمتعتنا كانت محزومة وجاهزة قبل أن تزدحم الطرق بسبب الصلاة، حيث كان أمامنا 4 ساعات من السفر. عندما ركبنا التاكسي، التفتت لربط أحزمة المقعد الخلفي، ولكنها لم تكن تعمل! فلذلك قمت أنا وأولادي بوضع أحزمة الأمان شكلياً. والآن بدأت رحلتنا ذات الأربع ساعات التي من المفترض أن يكون 90% منها على الطريق السريع، بدون أحزمة أمان! لا أبالغ عندما أقول أننا كنا مذعورين. عندما ركبنا التاكسي، أبلغنا السائق بأنه بسبب تغيير موعد مغادرتنا، لم يتمكن من تعبئة وقود السيارة. لكن جميع محطات الوقود كانت مغلقة حتى انتهاء صلاة الجمعة… ساعاتان أخرتان من الانتظار! توجهنا من مكة عند الساعة 11:20 صباحًا وتوقفنا عند محطة الوقود عند الساعة 12 مساءً. لكن لم يكن هناك أي إمكانية لعمل أي شيء حتى بعد الساعة الواحدة مساءً. لذلك لم يكن أمامنا غير الانتظار، صلينا في المسجد الصغير وانتظرنا بعض الوقت. وأخيراً وصل موظفو محطة الوقود في الساعة 1:25 مساءً. كان هناك عراك أمامي بينما أكتب هذه الكلمات في محطة الوقود. يا الله، لقد انخرط زوجي في العراك. تحول الأمر إلى أن أخرج أحد المسافرين الموظفين من غرفة الاستراحة الخاصة بهم، وكان من المفترض أن تبدأ نوبة عملهم في الساعة 1 مساءً.
والآن ها قد بدأت رحلتنا، أمامنا 3 ساعات ونصف الساعة. اتصلت بسائق الشركة، لكن لم يكن هناك ما يوحي بأنه قد تم العثور على الآيباد الخاص بي.
بصراحة لدي شعور جيد، لكنه ليس شعوراً رائعاً. أنا لا أحب الرحلات الطويلة بالسيارة. لكن إذا كنت قد مررت بيوم مثل هذا منذ سنوات، ربما أكون في أسوأ حالاتي. ما الذي تغير إذن؟ بخلاف أني أصبحت أكبر وأكثر حكمة – أتمنى ذلك – وعقليتي أنضج. إنها عملية تعلم مررت بها، فلم يحدث هذا التغيير بين ليلة وضحاها…
1. لا تهتم بصغائر الأمور! ينبغي على كل شخص قراءة هذا الكتاب. على ما أتذكر، إنه أول كتاب كان له أثر كبير في مساعدتي على عدم الاكتراث بصغائر الأمور. أهم رسالة قدمها هذا الكتاب هي أنه عندما تحدث أشياء كبيرة، فإننا نميل إلى إيجاد نقاط قوتنا للمرور منها. لكن الأمور الصغيرة هي التي نضيع عليها الكثير من طاقتنا.
2. قانون الجذب الفكري – مبدأ جذب الأفكار التي تحاكي أفكارك. إذا سمحت ليوم مثل هذا اليوم أن يتملك مني، فإن الأشياء ستصبح أسوأ. الأمور السيئة ستجذب أمورًا أسوأ إذا سمحت بذلك.
3. الحمد لله دائماً وأبداً – تُعرف سورة الفاتحة بأم القرآن لعظمتها، كما تُعرف أيضًا بسورة الحمد. نتلوها خلال صلواتنا اليومية، 17 مرة على الأقل يوميًا. الآية الكريمة “الحمد لله رب العالمين” هي الأية الثانية في القرآن بعد “بسم الله الرحمن الرحيم”. فإن الله أكد على قدرته في جعل حياة الإنسان أفضل. ويساعدنا الله بفضله في النظر إلى الجانب المشرق عندما تتعقد الأمور، ويذكرنا بالتركيز على ما هو جيد بدلًا من الأشياء السيئة.
4. الإيمان بالقضاء والقدر – في سورة البقرة، الآية 216، يقول الله عز وجل: “وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ.” ستدرك بعد أسابيع أو شهور أو سنين من مرورك بتجربة مؤلمة أنها كانت لصالحك. إنه شيء قد تتعلمه ليجعل حياتك أفضل أو يغير الظروف المحيطة بك ينتج عنه وقوع أشياء أفضل مما كنت تعتقد، أو يكون له أثر إيجابي عليك بطريقة أو بأخرى. والآن تخيل إذا كنت قد قصرت هذه الفترة الزمنية، ويشار إليها بـ Hindsight Window “فترة الإدراك المتأخر” لـ Eric Edmeades، ألم يكن ذلك ليجعل حياتك أسهل كثيرًا؟ الإيمان بأن الله يريد لك الأفضل، سواء أدركت ذلك في المستقبل أم لا، سيساعدك على تخطي الأوقات العصيبة.
إذن، هكذا قمت بتطبيق النصائح الأربعة السابقة في يومي.
1. لم أغضب، ولم أشكو، ولم أفقد أعصابي لأي سبب تقريباً
2. لم أنزعج ولم أجذب المزيد من الأمور السيئة ليومي. على العكس من ذلك، كانت أفكاري مركزة على كوني مع عائلتي واتطلع للوصول إلى المدينة المنورة لرؤيتها للمرة الأولى.
3. بدلاً من التفكير في كيفية تجنب الأوقات العصيبة في ذلك اليوم بقول “إذا كنت…” أو “ماذا لو…؟” ركزت فقط على أننا كنا محظوظون للغاية خلال هذه الرحلة في المقام الأول.
اترك تعليقا