عام جديد سعيد! وعسى أن يكون 2019 عام مبارك وسعيد عليكم وعلى أحبائكم.
لم أكن أخطط لكتابة هذه المدونة, ولكن عندما كنت أقوم بكتابة يومياتي في الأمس, بدأت في الكتابة عن شيء ما لا أرغب في أن أحمله معي الى 2019. واكتشفت أنني لست وحدي من يشعر بذلك. قد يكون شعوركم مثلي تماماً! وأنا أحتاج كل التشجيع والدعم الذي يمكنني الحصول عليه. بعض من الأشياء التي قمت بذكرها في الأسفل تغلبت عليها منذ عدة سنوات, ولكن رقم 5 شكل جزء كبير من حياتي في السنوات القليلة الماضية, ولقد سأمت من أنه يسبب لي الإحباط.
ولذلك هذه التدوينة من أجلكم لبداية 2019 على قدم وساق, ولكنها لتذكير نفسي أيضاً! لقد اكتفينا كلنا من الشعور بالذنب, والخوف, والكسل. ولذلك فلنضع كل هذه الأشياء وراءنا ونجعل 2019 أفضل عام على الإطلاق بإذن الله!
5 أشياء يجب أن نقوم بتوديعها في 2018….للأبد!
وداعاً للكسل
ولا أعني فقط من ناحية الحركة وممارسة الرياضة, بل أقصد من ناحية الأشياء التي لديكم الرفاهية القيام بها واختياركم عدم القيام بها فقط لأنكم تشعرون أنكم “ما لكم خلق” أو “ليس لديكم رغبة في عملها”.
تريدون وقف الكسل؟ المرة القادمة التي تشعرون فيها برغبة للعودة الى السرير بدلاً من الإستيقاظ مبكراً لممارسة الرياضة, تذكروا المرضى بالمستشفيات الذين يتمنون أن يكونوا في مكانكم. لا ترغبون في المذاكرة أو الذهاب للمدرسة؟ تذكروا الفقراء في الدول الأخرى الذين لا يملكون رفاهية التعليم فهو ليس خيار أصلاً, أو يحتاجون للمشي ساعات للوصول الى المدرسة. ستطلبون وجبات سريعة لأنكم تشعرون بكسل ولا تستطيعون الطبخ؟ تذكروا كم شخص في العالم يموت من الجوع. ستضع هذه الأفكار الأمور في المنظور…رجاءً لا تنتظروا حتى تخسروا أفضل ما لديكم لتقوموا بتقديره.
تخلصوا من فكرة “الدايت” للتخسيس
العديد من الأشخاص يشعرون بحافز في بداية العام لاتباع “دايت” وخسارة الوزن….ولكن بحلول شهر فبراير…يعود الجميع لسابق عهده…وأي وزن تم خسارته يكتسب مرة أخرى خلال عطلة نهاية أسبوع واحدة. لقد مررنا جميعا بهذه التجربة….ولذلك لا أفهم لماذا نكرر هذه التجربة الفاشلة عام تلو الاخر. أليس تكرار نفس الأمر وتوقع نتيجة مختلفة هو تعريف الجنون؟
الحميات الغذائية لإنقاص الوزن لا تنجح! لا تخدعوا أنفسكم وتصدقوا أنها ستنجح معكم….بما أنها خذلتكم في الماضي أنتم وعدة أشخاص آخرين تعرفونهم جيداً. الأشخاص النحيفة لا يتبعون “دايت”, وإذا فعلوا ذلك سيزداد وزنهم! الحمية الغذائية تجعلكم تنظرون للطعام على أنه نوعين, جيد وسيء, أبيض أو أسود…ولكن الحياة ليست أبيض وأسود….فهي رمادية! ستستطيعون الحفاظ على قوة إرادتكم لبعض الوقت فقط….ثم ستبدأون في الشعور بالضعف تجاه الأطعمة السيئة, وبدلاً من أكل كوكي صغيرة ستقومون بأكل علبة بأكملها!
انظروا كيف يأكل الاطفال والأشخاص النحيفة بالفطرة…هم يأكلون بالحدس…وهو الأمر المعروف أيضاً بتناول الطعام بالوعي. يأكلون عندما يشعرون بالجوع وفقط ما يستمتعون بتناوله…سيتوقفون عن الأكل عند شعورهم بالاكتفاء…ولا يستخدمون الطعام كوسيلة للتعامل مع مشاعرهم. وطبعاً هذا موضوع مطول, وأنصحكم بقراءة الكتاب Intuitive Eating لمعرفة المزيد عنه. أو يمكنكم مشاهدة مقابلة TedTalk هذه عن كون الدايت” لا تنجح, والمقابلة لها ترجمة باللغة العربية.
الخوف من الفشل
باللغة الإنجليزية أحرف كلمة خوف تتجزء إلى هذا المعنى – أن تظهر لك دلائل زائفة على أنها حقيقية. معظم الوقت أكثر ما يؤثر علينا ولا يجعلنا نأخذ أى مخاطرة يكون أكبر بكثير في تخيلاتنا مما هو عليه في الواقع.
جاوبوا هذا السؤال – ماذا ستفعلون إذا علمتم أنكم لن تتعرضوا للفشل أبدا؟ بكل جدية خذوا ورقة وقلم وقوموا بكتابة كل ما يأتي في بالكم. أنا أعلم أنه لا يوجد ضمان للنجاح…ولكن أليس الأمر يستحق المخاطرة من أجل الاستمتاع بالحياة الى أقصى درجة؟
إطلاق الأحكام
إطلاق الأحكام على الأشخاص مشابه للمخدرات أو تناول الوجبات السريعة بشراهة! يجعلكم الأمر تشعرون بحالة جيدة لبعض الوقت…ولكن فيما بعد ستشعرون بدوار من أثر المشاعر…ستشعرون بالفراغ, والخذي, والذنب…شعور مروع. الكل مذنب بإطلاق الأحكام على غيره, بما فيهم أنا. وكلما شعرنا بالسوء, سنحاول تكرار العملية لنشعر بأننا أفضل مجدداً. ولكنها سعادة زائفة, ولن تستمر. واكتشاف ذلك سيكون أول خطوة لوقف سلسلة إطلاق الأحكام التي نمر بها.
عندما تتسلل هذه الأفكار اليكم, اعترفوا بها, ثم قوموا باستبدالها بأفكار عن الشعور بالحب تجاه هذا الشخص أو المسامحة, معتمدا على الموقف. على سبيل المثال إذا كنتم تقومون بالحكم على شخص على وسائل التواصل الاجتماعي, وهو يفعل شيء ما لا تقبلونه, اشعروا بالتعاطف تجاهه, لأنكم لا تعلمون ما هي المشاكل التي يتعرض لها في حياته الشخصية. أو اذا وجدتم انفسكم تحكامون على من قاموا بايذائكم, يجب ان تجدوا القوة في قلبك لمسامحته وتركهم يذهبون في سلام. أنتم المستفيدون في النهاية بما أن قلبكم سيصبح ممتلئ بالسلام بدلاً من الألم.
وأخيرا لا تنموا أو تتكلموا عن أي شخص وراء ظهره. عندما تشعرون أنكم لا تستطيعون قول ما تفكرون فيه سيسهل ذلك عليكم التوقف عن التفكير في الأفكار السلبية عن الاخرين.
الشعور بالذنب
هذه النقطة صعبة بالنسبة لي. أنا أوجه هذا الجزء لنفسي قبل أن أوجهه لكم. كانت أمي دائما تقول لي أن الشعور بالذنب شعور مدمر. الأمر دائماً يتعلق بالماضي, لم يعد له أهمية, لما أحمل هذا العبء معي إلى المستقبل؟ من الجيد أن يسيطر الانسان علي 100% من مسؤولية حياته ولكن ليس أكثر من ذلك. هناك أمور تحت سيطرتنا, وإذا قمنا بعمل أفضل ما لدينا, وقمنا باتخاذ قرارت بأفضل نية في ذلك الوقت, ولكن النتائج لم تكن مثلما تمنينا, سنحتاج لترك النتائج تذهب بسلام.
يجب أن نلتزم بترك أخطاء الماضي تذهب في سلام وننظر لها علي أنها خبرات ستثري حياتنا…وتجارب سينتج عنها نتائج أفضل في المستقبل.
اترك تعليقا