حمل الكتاب الإلكتروني المجاني الخاص بك

Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
post
recipe
product

سلة المشتريات

الحفاظ على الصحة خلال الحجر

يبدو الأمر وكأن العالم تغير في ليلة واحدة. كم هي غريبة هذه الأوقات التي نعيشها حالياً. إذا كنتم من الكويت (وعمركم يسمح بالتذكر…) قد تأتيكم ذكريات من الغزو العراقي عام 1990. التشابه يكمن في معرفة أن هذا الحدث سيكون محوري في حياة كل شخص. ولكن مع الوباء العالمي كوفيد19 التداعيات تؤثر في كل أنحاء العالم, وتؤثر على الحياة اليومية لكل شخص على الأرض, مهما كان سنه, جنسه, عرقه, أو ديانته.أنا أشعر أنني بخير على العموم.

ولحسن الحظ اكتسبت عادات صحية على مر السنين جعلتني مؤهلة أكثر للتعامل مع الضغط النفسي والتوتر. ولذلك أردت أن أشاركها معكم على أمل أن تساعدكم على تجاوز هذه المرحلة الصعبة في حياتنا. أثناء الأوقات العصيبة يصبح من الضروري أكثر تغذية العقل والجسد معاً. فالاثنين متصلين بشدة, ولا تستخفوا من تأثير واحد على الآخر. وأهم شيء أن المستويات العالية من الضغط النفسي قد تؤثر على جهاز المناعة سلباً, ونحن الآن نحتاجه لأن يكون أقوى من أي وقت مضى.

أنا أرغب في أن أذكر أنني ممتنة جداً أن التغيير في حياتي ليس جذري كما الحال عند بعض من الاخرين. الحمد لله الكويت واحدة من أفضل البلدان في العالم للعيش فيها خلال هذه الأزمة. بالإضافة إلى أن أطفالي الاثنين سنهم 16 و 9 سنوات, فمن السهل التعامل معهم أكثر من أي أطفال في سن صغير. ونضيف إلى ذلك أنني أعمل من المنزل في الأساس, وأبقي نفسي منشغلة. ولذلك أردت أن أعبر أنني على دراية بأني أتمتع بامتيازات في عدة أشياء. ولكن ذلك لا يعني أنكم لن تتمكنوا من الاستفادة ببعض من النصائح والمعلومات التي سأقدمها لكم بالأسفل. مع دمج كل أو بعض من هذه النصائح في حياتكم, سيساعدكم ذلك أنتم وأحبائكم على تخطي هذه الأوقات العصيبة, ونأمل أن نخرج كلنا من هذه التجربة أحسن وأقوى.

 

“كن صبوراً وقوياً؛ فيوم ما هذا الألم سيكون مفيدا لك” – أوفيد

 

تعاملوا مع الأمر يوماً تلو الاخر, ساعة تلو الأخرى, ولحظة بلحظة

لقد كنت أتعامل مع الأمر يوماً تلو الاخر. ولكنني مررت بأيام صعبة اضطرتني أن أتعامل مع الأمر ساعة تلو الأخرى. كنت أقول لنفسي: “الأمور بخير الان وهذا كل ما يهم”.

حاولوا بأقصى جهدكم أن تعيشوا اللحظة. لا تقلقوا من المستقبل, خاصة عندما يكون هناك العديد من الأمور الغير مؤكدة, ولا يوجد في مقدرتكم ما يغيره. اللحظة الحالية هي الأمر الوحيد الحقيقي, وكلما تجدون أنفسكم ستبدأون في القلق استحضروا أفكاركم الى الوقت الحاضر. ومن خلال تطبيق المزيد من النصائح بالأسفل آمل أن تصبح الأمور أسهل.

ركزوا على الايجابيات

قد يكون الأمر صعب جداً ولكن الإيجابيات موجودة إذا نظرتم بإمعان. ظروفنا تختلف من شخص إلى آخر, وكلٌ منا يجب أن يعثر على الجانب الإيجابي. يجب أن تشعروا بالفضول حول استخدام هذا الوقت الذي نحن فيه بطريقة ايجابية. قد …

تبدأوا في تنفيذ مشروع دائماً رغبتم في تنفيذه…

تتعلموا كيف تخبزون, أو تتعلموا لغة جديدة…

تقوموا بترتيب خزائنكم أخيراً…

تتعلموا كيف ترسمون…

تقضون وقت خاص مع أطفالكم…

وعلى الأقل ضعوا في اعتباركم أن في أوقات الضغظ والصعوبات ستخرجون منها أقوى, ومع أفكار واكتشافات جديدة تخصكم, وستؤدي إلى التنمية الذاتية.

اسمحوا لأنفسكم بوقت مخصص للقلق

من الطبيعي أن نشعر بالقلق, فقط لا تدعوا الأمر يسيطر على يومكم. اتركوا لأنفسكم وقت في اليوم (كلما كان مبكراً كان أفضل) للقلق وحاولوا صد هذه الأفكار القلقة باقي اليوم. إذا مرت عليكم فكرة مخيفة قولوا لأنفسكم سأفكر فيها خلال “وقت القلق” الذي خصصته. سيجعلكم هذا الأمر على دراية أكثر بكل شيء حولكم, وسيجعلكم تتحكمون في أفكاركم, وهو أمر يعطي القوة خاصة في هذه الأوقات التي يحدث فيها العديد من الأشياء التي لا نستطيع التحكم فيها. ورجاءً لا تحددوا وقت القلق الخاص بكم في المساء عندما توشكون على النوم.

قوموا بكتابة المذكرات يومياً

أنا لدي تدوينة حول كيفية البدأ في كتابة المذكرات وفوائدها. وفي أوقات الاختبار هذه من المهم أكثر كتابة المذكرات. خصصوا 15 دقيقة يومياً (أو حتى 5 دقائق, فقط ابدأوا) وأكتبوا بحريّة حول كل ما يدور بداخلكم, يمكنكم دمج وقت القلق مع كتابة المذكرات. أو يمكنك كتابة المذكرات فقط حول الإيجابيات وما تشعرون بالامتنان تجاهه, أو كلاهما. وسيساعدكم ذلك على إيجاد معنى لهذه الأوقات العصيبة أو غيرها. وهي طريقة أخرى ايضا لتسجيل الأحداث وأفكاركم أثناء هذه الأحداث التاريخية, والتي تستطيعون النظر إليها في المستقبل يوماً ما. أتمنى أنني احتفظت بمذكرات أثناء غزو الكويت في عام 1990. عقلنا مشغول في محاولة مساعدتنا لنفهم ما يحدث لنا في حياتنا. كتابة المذكرات ستساعدكم في تصفية عقلكم وترتيب الأمور. وإلا سيظل عقلكم يعيد التفكير في نفس الأفكار السلبية أو الغير منطقية مراراً وتكراراً. عندما تكتبون, ستفقد همومكم قوتها.

قللوا من الوقت الذي تقضونه أمام الشاشات

هناك مزحة منتشرة هذه الأيام “عن ماذا كنا نتحدث قبل انتشار وباء كورونا؟”. وهي منتشرة على التلفاز, ووسائل التواصل الاجتماعي, ورسائل الواتس اب طوال اليوم. من المهم متابعة الأحداث, ولكن إذا وجدتم أن الأمر يساهم في زيادة توتركم, احذروا وحاولوا الحد منه بقدر الإمكان. حتى بدون التغطية عن الوباء, قد يكون للوقت الزائد الذي تقضونه أمام الشاشات تأثير سلبي قد يضركم عقلياً وجسدياً. وتم الربط بينه وبين الإكتئاب, معدلات القلق المرتفعة, والأرق. قوموا بإيجاد أفضل طريقة للحد من الجذب السلبي للشاشة من خلال إما غلق الشاشات مبكراً, أو عدم التعرض لها إلا في وقت متأخر من اليوم, أو بالانشغال بنشاطات أخرى في البيت. وهناك حل آخر وهو ربط الأمر بنشاط ايجابي مثل مشاهدة التلفاز مع التحرك في مكانكم لعمل عدد خطوات أعلى خلال اليوم.

كلوا جيدا

الآن ليس الوقت لعمل نظام غذائي أو عد السعرات الحرارية, فهذا أمر يسبب الضغط النفسي حتى في أفضل الأوقات. ولكن لا تستهينوا بقوة الأطعمة الصحية على صحتكم العقلية والصحة العامة. قد تكونون عالقين في المنزل وتشعرون بالملل, أو تشعرون بالتوتر من التعامل مع أطفالكم وشجارهم طوال الوقت. ولكن كونوا على دراية عندما تبدأون في اللجوء للطعام للشعور بالراحة. وإذا كنتم تفعلون ذلك, ليس على الطعام أن يكون غير صحي. الطعام الذي نأكله لنشعر بالراحة يمكنه أن يكون أيضا طعام صحي. سموثي الفواكه, فرايز البطاطا الحلوة, أو تمر بغموس الطحينة, كل هذه أفكار لأطعمة صحية وتشعر بالراحة. تجنبوا الأطعمة المصنعة, والأطعمة السريعة, والسكر الكثير. حاولوا بأفضل ما في وسعكم لطهي وخبز الأطعمة في المنزل. لا يجب أن تكون الأطعمة مثالية, لكن لا تضيفوا الى مسببات التوتر من خلال تناول أطعمة بدون قيمة غذائية.

صوموا يومياً على الأقل 12 ساعة

أنا اؤمن بشدة بالمنافع الصحية للصيام. وبما أن تناول الأطعمة والشرب قد يكون طريقة جيدة لتقضية الوقت خلال الحجر, ترك هذا الوقت مفتوحاً ليس أمر صحي. يحتاج جسمكم للتخلص من السموم كل يوم. ولكن إذا كان الجسم منشغل بشدة في هضم الطعام, ستصبح فاعلية الجسم في التخلص من السموم أقل. ولذلك يجب أن تعطوا جسمكم راحة, وأسهل وأكثر طريقة مستديمة هي تناول الأطعمة في خلال إطار زمني 12 ساعة فقط. اضبطوا الإطار الزمني المفضل لتناول الطعام والتزموا به. بالنسبة لي أنا أفضل من 13 الى 14 ساعة من حوالي الساعة 9 أو 10 صباحا الى 8 مساءً. أنا أيضاً أصوم لفترات أطول, صيام المسلمين من الفجر الى الغروب مرتين يومياً. وذلك سيساعدكم أيضاً إذا كنتم قلقين من اكتساب وزن زائد خلال الحجر. ومن خلال تحديد الإطار الزمني الذي تفضلون تناول الطعام فيه فأنتم بذلك تقضون على تناول الوجبات الخفيفة في وقت متأخر من الليل. بالإضافة الى تحديد الاطار الزمني لتناول الطعام, حاولوا عدم تناول الافطار حتى تشعرون بالجوع.

الحركة اليومية

الحركة تساعد في زيادة الصحة, وتحسين المزاج والمناعة. من لا يحتاج للمزيد من هذه المنافع خلال الأوقات العصيبة؟ إذا كنتم تمارسون الرياضة منذ وقت طويل, وأصبح الأمر عادة بالنسبة لكم, فمن الأرجح أنكم ستجدون طرق لممارسة الرياضة. ولكن إذا لم تكونوا متحمسين للرياضة البدنية, أو تمارسون الرياضة بشكل متقطع, فإذاً هذا الوقت ليس مناسب لتبدأوا أو تلتزموا بروتين رياضي. ولكن دمج الحركة في نشاطكم اليومي مفيد جسدياً وعقلياً. صحتكم النفسية خلال هذه الأوقات العصيبة هامة جداً من أجلكم ومن أجل أي شخص يعيش معكم. فكروا في طرق يمكنكم التحرك من خلالها وستكون مفيدة نفسياً لكم أكثر.

المشي في الصباح الباكر مثلاً أثناء التحدث مع صديق على الهاتف…

وإذا كنتم تتحدثون على الهاتف طوال الوقت تحركوا إياباً وذهاباً…

اللعب في الفناء مع أطفالكم…

ممارسة الرقص الشرقي في غرفتكم…

ممارسة اليوجا من خلال فيديو على الانترنت…

أو متابعة تدريب رياضي خطواته سهلة على اليوتيوب…

هناك العديد من التدريبات متوفرة على الانترنت, مهما كانت المدة أو النمط أو الشدة التي تفضلونه, تستطيعون تجربة واحد مختلف كل يوم.

في الوقت الحالي فقط إحرصوا على الحركة بأي طريقة تفضلونها أو تستطيعون دمجها خلال اليوم مع وضع هدف تخفيف التوتر, النوم بشكل أفضل, والحفاظ على صحة جهاز المناعة. نستطيع جميعنا التعامل مع فقدان أي وزن أو أهداف رياضية في المستقبل.

التزموا بساعات نوم طبيعية

مع اختفاء العمل والأماكن التي نستطيع الذهاب إليها قد نبدأ في النوم والاستيقاظ في وقت متأخر يوما بعد يوم. وبهذه الطريقة ستؤثرون على مستويات الطاقة بشكل سلبي, بما أنكم لا تنامون في إطار الساعة البيولوجية الخاصة بكم, أو دورة النوم والاستيقاظ, وهي بشكل رئيسي متصلة بالشروق والغروب. ولذلك حتى إذا كنتم تنامون عدد ساعات كثيرة, قد لا يحصل جسمكم على الراحة التي يحتاجها. لا أرغب في الخوض في الكثير من تفاصيل الدراسات العلمية, ولكن كل ما أطلبه منكم هو الثقة في الله, التوقيتات الخاصة بالصلوات, من الفجر الى العشاء, هي علامة للأوقات التي يجب أن ننام فيها ومتى يجب أن نستيقظ.

التحسن وليس الكمال

بعبارة أخرى, التوازن. سيكون هناك أيام جيدة, وأيام ليست جيدة كما ترغبون. الهدف من العادات التي قمت بذكرها في الأعلى, أو أي عادات أخرى قد ترغبون في الالتزام بها هي تخفيض نسب التوتر والقلق, وليس زيادتها. حاولوا بأفضل ما عندكم, ولكن أعطوا لأنفسكم راحة إذا لم تجدوا الوقت لتمارسوا الرياضة في يوم, أو إذا فقدتم أعصابكم مع الأطفال, أو حتى إذا قمتم بمشاهدة مسلسل كامل على نيتفليكس في يوم واحد. أنا أطلب منكم أن تكونوا على دراية بأفعالكم وعلى صلة بمشاعركم ككل.

وفي النهاية, كل منا يختلف عن الاخر. كلنا لدينا نقاط قوة وضعف, وأشياء نحبها وأشياء نكرهها. اعثروا على ما ينجح مع شخصيتكم وظروفكم. وقوموا بتجربة كل شيء والتزموا بالأشياء التي تساعدكم على الشعور بأفضل حال.

أنا أؤمن بشدة أن هناك طريقة لكل شخص منا للخروج من هذه الأزمة أصحاء أكثر, وأقوى, وعلى دراية بأنفسنا أكثر. ولكن لكل شخص منا الطرق والأفعال ستكون مختلفة. اعثروا على الطريقة التي تناسبكم, وانا أتطلع لمشاركة ما اكتسبناه من هذه التجربة بعدما تنتهي.

إن شاء الله قريباً جداً.

المنشورات ذات الصلة

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *