حمل الكتاب الإلكتروني المجاني الخاص بك
مع استمرار التجويع في غزة، أصبح من الضروري أن أشارككم المراحل التي يمر بها الجسم في مثل هذه الظروف القاسية.
المرحلة الأولى: من 6 إلى 24 ساعة
في هذه المرحلة، يبدأ الجسم باستخدام الجليكوجين المخزن في الكبد كمصدر طاقة للدماغ والعضلات. قد تحدث تغيرات في المزاج، ولكن لا تظهر أعراض عصبية ملحوظة بعد.
المرحلة الثانية: من 1 إلى 3 أيام
يتم استنفاد الجليكوجين ويبدأ الجسم في تكسير الدهون (لإنتاج الكيتونات) والعضلات (لتحويل الأحماض الأمينية إلى جلوكوز). في هذه المرحلة، يمر الدماغ بمرحلة “الإنذار”، مما يزيد من مستويات التوتر.
المرحلة الثالثة: من 3 إلى 7 أيام
يعتمد الجسم في هذه المرحلة بشكل كامل على الكيتونات كمصدر للطاقة. يقوم الجسم بتقليص الطاقة الموجهة إلى الأجزاء غير الأساسية للحفاظ على الطاقة، مما يؤدي إلى انخفاض النشاط العصبي في الدماغ وظهور حالة من “الجمود العاطفي” أو البلادة.
المرحلة الرابعة: من 1 إلى 3 أسابيع
ينخفض معدل التمثيل الغذائي بشكل حاد. قد يتوقف الجسم عن إمداد بعض الأعضاء الأساسية (مثل العضلات والجهاز التناسلي) بالطاقة اللازمة. يعاني الشخص من ضعف شديد وبطء في دقات القلب ويصل إلى حالة من اليأس حتى من البقاء على قيد الحياة.
ويذكر أنه في هذه المرحلة، يمكن أن ينكمش قلب الشخص البالغ، الذي يزن حوالي 300 غرام، إلى 140 غرامًا في المراحل المتأخرة من التجويع.
المرحلة الخامسة: من 3 أسابيع أو أكثر
تعتبر هذه المرحلة الأخطر، حيث يبدأ الجسم في استهلاك بروتينات الأعضاء الحيوية (مثل الكبد والقلب) وانهار الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى أضرار دائمة. يبدأ الجسم في الدخول في مرحلة الموت البطيء، وقد تحدث فقدان للوعي أو هلاوس نتيجة اضطراب النشاط الكهربائي للدماغ بسبب نقص الجلوكوز والصوديوم. الأعراض الجسدية قد تصبح مميتة، خاصة أن الجسم يصبح غير قادر على محاربة الأمراض نتيجة انهيار الجهاز المناعي.
يمكن أن تحدث هذه المرحلة حتى مع تناول كميات قليلة من الطعام، مثل 300-500 سعر حراري يوميًا.
في المراحل المتقدمة من الجوع، يفقد الإنسان شعوره بالجوع الذي نعرفه، ليشعر بالاكتئاب والعجز والاستسلام. السبب في ذلك ليس نفسيًا فقط، بل بيولوجيًا نتيجة نقص الناقلات العصبية في الدماغ.
كما تقول د. رانيا أبو سنينة، طبيبة تخدير:
“سقط بعض الأطباء في غرف العمليات من شدة الجوع، لم تعد أجسادهم قادرة على التحمل.”
هذه المراحل هي نفسها التي يمر بها الشخص المصاب بفقدان الشهية العصبي (الأنوركسيا)، ولكن الفارق هنا أن أهل غزة يتعرضون للتجويع الجماعي والقسري لأغراض سياسية أو عسكرية.
أنا أدين بشدة هذا التجويع الممارس على أهلنا في غزة. لا تنسوا الدعاء لهم.
المصادر:
اترك تعليقا