حمل الكتاب الإلكتروني المجاني الخاص بك
من تجربتي مع العملاء، ومن دراستي وتدريبي لأكون مرشدة للتعافي من اضطرابات الأكل، فإن التقييد (في أغلب الأحيان) هو السبب وراء كل أنواع اضطرابات الأكل. في حالة فقدان الشهية أو الأنروكسيا، تكون القيود واضحة جدًا، على الرغم من أن الشخص المصاب بهذا الاضطراب قد لا يرى ذلك بوضوح. عندما يتعلق الأمر بالشره المرضي أو فقدان الشهية من النوع الفرعي/الثاني، فإن العميل يظل يرغب في العودة إلى التقييد، للتحكم في الشراهة من أجل إيقاف سلوكيات التطهير مثل الاستفراغ أو الرياضة المقرطة. ومع ذلك، لا يمكن أن يبدأ التعافي إلا عندما يصبح من الواضح أن بداية سلسلة ردود الفعل هي التقييد وليس النهم، حتى لو كان التقييد عقليًا فقط وليس فعليًا.
لقد ساعدت العملاء الذين يتناولون كميات كبيرة من الطعام ويتخلصون منه عدة مرات في اليوم، والعملاء الذين يتخلصون من الطعام في عطلة نهاية الأسبوع فقط بعد تناول وجبة كبيرة، والعملاء الذين يتخلصون من طعامهم بغض النظر عما يأكلونه، حتى لو كانت كمية صغيرة نسبيًا. لقد أخبرتني امرأة أنها تقوم بالاستفراغ بعد تناول وجبة كبيرة معتقدة أن هذا سلوك طبيعي تمامًا. فإذا أصبح السلوك عادة، وتكرر باستمرار، فإنه يعتبر اضطرابا خطيرا سيكون له عواقب وخيمة على الصحة العقلية والجسدية للشخص.
“اليوم أكثر يوم بكره فيه حالي ومو راضية عن نفسي بالمرة…بصير أخاف من الفراغ والوحدة وبخاف من الجوع حرفيا خايفة من كلشي ومتوترة… وبدي يمضي الوقت بأي طريقة…فشيت قهري بنفسي…بتناول وجبات كبيرة واستفرغ
فعليا من الظهر الى الليل وأنا بس آكل واستفرغ وأرجع آكل واستفرغ…مره اكول حلويات مره سندويشات مرا فواكه…بآكل أي شي قدامي واستفرغ…قرفت حالي بزيادة وحاسة نفسي مو مكتفية بدي آكل أكثر…هاد أكبر اجرام بحق نفسي…بحس اني فقدت السيطرة عنفسي…بس عم رد على أفكاري السلبية ومستسلمة لها…بعد ثالث مرة من الاستفراغ قعدت ابكي واشتم نفسي…كرهت كلشي وبعدني خايفة لوحدي بفستان ومو عارفة كيف اتعامل مع نفسي وحاسة بعجز كبير”
عميلة تعاني من انروكسيا النوع الثاني،21 سنة
البوليميا هي أحد اضطرابات الطعام التي تتميز بنوبات من الأكل المفرط (الشراهة) يتبعها محاولات للتخلص من الطعام خوفا من زيادة الوزن.
قد يمر الشخص بهذه الدورة بشكل متكرر مما يتركه في حالة من التعب الجسدي والنفسي.
على الرغم من أن البوليميا قد تبدو “أقل خطورة” من الانروكسيا، إلا أن لها تأثير خطير على الصحة الجسدية والنفسية.
تشخيص البوليميا العصبية يستند إلى معايير دقيقة يحددها الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض العقلية (DSM-5)، وهي:
تناول كميات كبيرة من الطعام خلال فترة محدودة (مثلاً، خلال ساعتين) تكون أكبر مما يتناوله معظم الأشخاص في نفس الظروف.
والشعور بفقدان السيطرة على الأكل خلال هذه النوبة (مثل عدم القدرة على التوقف أو التحكم بكمية الطعام).
تحدث نوبات الأكل الشره والسلوكيات التعويضية بمعدل مرة واحدة على الأقل أسبوعيًا ولمدة 3 أشهر متتالية.
يعتمد الشخص بشكل غير متناسب على وزنه أو مظهره الجسدي لتقييم ذاته.
غياب معايير الأنوركسيا العصبية:
إذا كانت الأعراض تحدث مع وزن منخفض جدًا (تحت الطبيعي)، يتم تشخيص الحالة بفقدان الشهية العصبي (النوع الثاني) اللي يتضمن سلوك النهم والتعوض، بدلًا من البوليميا.
تشير الدراسات الى ان الاشخاص المصابين بالبوليميا يعانون بنسبة كبيرة من القلق والاكتئاب، حيث يمكن ان تصل نسبة الارتباط الى 60-70% من المصابين بالبوليميا يعانون من القلق أو الاكتئاب.
“كنت دائما اذا تناولت وجبة طعام كبيرة غير عن كمياتي المعتادة بالدايت، اتناول بعدها حبة دواء “ملين للمعدة” وكان الأمر جدا مزعج لانه يسبب مغص شديد ولكن كنت أعتقد أن هذا هو الصح إلا أن أصابني كسل بالامعاء و اعتاد جسمي على هذه الحبوب”
لين،23 سنة
يمكن أن يصيب الشره المرضي (البوليميا) اي شخص باي عمر (مع العلم انه شائع لدى النساء أكثر)
لكن هناك عوامل نفسية، اجتماعية، جينية تزيد من خطر الإصابة.
عوامل جينية: هناك ارتباط بين تاريخ العائلة والإصابة باضطرابات الطعام والامراض النفسية وبين الإصابة بهذا الاضطراب، مما يشير الى دور الجينات في الاصابة.
عوامل نفسية: اضطرابات القلق، الاكتئاب، اضطراب ما بعد الصدمة وتدني تقدير الذات والتعرض للصدمات خصوصا خلال مرحلة الطفولة، يرفعون خطر الإصابة.
عوامل اجتماعية: بالتأكيد هذه العوامل تلعب دوراً كبيراً، في
مجتمع يشجع على خسارة الوزن ويقدس النحافة مما زاد من أعداد الناس المتبعة للريجيمات في القرن الأخير (بنفس الوقت الذي ازدادت به نسبة الإصابة باضطرابات الطعام)
علاج البوليميا في الحالة المثالية يتطلب مقاربة متعددة الجوانب تستهدف العوامل النفسية، الطبية، والتغذوية.
خطوات التعافي تشمل:
العلاج يتطلب وقتًا وصبرًا’مع أهمية الالتزام بالخطة العلاجية ومتابعة التقدم مع الفريق المختص لضمان التعافي التام والوقاية من الانتكاس.
“التغلّب على البوليميا يشبه تعلّم التنفس من جديد — تتوقف عن الاختناق تحت وطأة الخزي والسيطرة، وبدلًا من ذلك، تستنشق الحرية، وتزفر حب الذات، وتستعيد السلام الذي ظننت أنه قد ضاع”
القائل غير معروف
الأسئلة الشائعة:
البوليميا تُعتبر اضطرابًا نفسيًا وسلوكيًا في آن واحد. على الرغم من أن السلوكيات المرتبطة بالبوليميا، مثل الشره والتطهير، قد تبدو سلوكية، إلا أن العوامل النفسية تلعب دورًا كبيرًا في تطور هذا الاضطراب. مثلًا: التفكير القهري حول الطعام، تشوه صورة الجسد، والقلق من الوزن يزيد من فرص حدوث السلوكيات القهرية.
نعم، البوليميا يمكن أن تؤثر على القدرات العقلية للأفراد على المدى الطويل, تكرار السلوكيات مثل التقيؤ المتكرر أو استخدام المليّنات يؤدي إلى اختلالات في توازن الكهارل، مما قد يؤثر على الوظائف العقلية مثل الذاكرة والتركيز. أيضًا، الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق تزيد من حدة هذه التأثيرات، ما يساهم في انخفاض الأداء العقلي.
الدعم العائلي والاجتماعي له دور كبير في عملية التعافي من اضطرابات الطعام. تظهر الأبحاث أن العائلة التي تقدم بيئة داعمة وسليمة عاطفيًا يمكن أن تحسن بشكل كبير من نتائج التعافي، العلاج العائلي يمكن أن يساعد الأفراد في فهم تأثيرات اضطراب الأكل على الحياة اليومية، ويشجع على تواصل أكثر فاعلية وتقوية العلاقات الشخصية. ومع ذلك، يجب أن يكون الدعم متوازنًا لأن محاولات التدخل القسرية قد تؤدي إلى مقاومة العلاج.
العلاج السلوكي المعرفي (CBT) يُعتبر من أكثر العلاجات فعالية لعلاج البوليميا، يعمل هذا العلاج على تغيير الأفكار والسلوكيات السلبية المرتبطة بالطعام وصورة الجسم.
الدراسات أظهرت أن الأشخاص الذين يخضعون لـ CBT يمكنهم تقليل السلوكيات القهرية بشكل ملحوظ. ولكن، نظرًا لأن البوليميا اضطراب معقد متعدد الأبعاد، فإن العلاج المستمر والمتابعة من قبل مختصين
يبقى ضروريًا للوقاية من الانتكاس.
البوليميا يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحية مزمنة مثل اضطرابات القلب، فقدان كثافة العظام، مشاكل في الكبد والكلى، واضطرابات الجهاز الهضمي. التأثيرات الصحية الجسدية تكون في بعض الأحيان طويلة الأمد، مما يتطلب متابعة طبية مستمرة وعلاجًا شاملًا لمعالجة الأضرار الناجمة عن السلوكيات المرتبطة بالبوليميا
نعم، من الممكن أن يصاب الشخص باضطراب الأكل العصبي الأنوركسيا (فقدان الشهية) والبوليميا (الشره المرضي) في آن واحد. يُعرف هذا أحيانًا باسم
“اضطراب الأكل المختلط” (النوع الثاني من الانروكسيا)، حيث يعاني الفرد من مزيج من السلوكيات المرتبطة بكل من هذين الاضطرابين.
إذا كنت أنت أو أحد أفراد أسرتك تعاني من علاقة مضطربة مع الطعام، فيمكنني مساعدتك كمدرب صحي معتمد في كل من التغذية الحدسية والتعافي من اضطرابات الأكل. املأ هذا الاستبيان وسأتواصل معك قريبًا لتزويدك بإجابة صادقة حول أفضل مسار للعمل بالنسبة لك.
المصادر:
National Eating Disorders Association (NEDA)
اترك تعليقا